السبت، 12 سبتمبر 2009

البابا ياروكلاس البابا الـثالث عشر


البابا ياروكلاس البابا الـثالث عشر

تاريخ التقدمه :224 م.ش ( 232 م )
مكان الميلاد \ الاسكندرية
مدة الرئاسه : 16 عام و شهر
الملوك المعاصرون له : ساويرس اسكندر ، مكسيميانوس ، يوبيانوس ، جورديانوس ، فيلبس

يسبقه
البابا ديمتريوس الأول - يليه البابا ديونسيوس

---------------------------------------------------------
لقد ولد في الاسكندرية من ابوين وثنيين ثم اعتنق المسيحية في صباه كما اعتنقها أبواه اللذان أدخلاه الي مدرسة الاسكندرية حيث تتلمذ علي يد العلامة أوريجانوس وكان شغوفا بالعلم منصبا علي تحصيله وأظهر مهارة فائقه ونبوغا عظيما الي حد لفت انتباه اوريجانوس الذي اختاره ليشاركه الدعوة الروحية لمدرسة الاسكندرية ، فلم يكن ياروكلاس متضلعا في الأسفار الالهية فحسب بل كان متعمقا في العلوم الفلسفية وهذا النبوغ لفت انتباه الأنبا ديميتريوس البابا الاسكندري فرسمه قسيسا فقمصا وأقامه مديرا للمدرسة بعد رحيل أوريجانوس الي قيسارية .


ولم يكن ياروكلاس متعمفا في العلوم الفلسفية فحسب بل كان خطيبا مفوها أيضا فأراد الانبا ديميتريوس ان ينتفع به الشعب فعينه واعظا للكنيسه المرقسيه لكي يستفاد بكلماته من لا يستمع له في المدرسة ، فأراد ياروكلاس أن يكون قديرا بثقة البابا فواظب علي ارشاد المؤمنين وتعليمهم فكان لحلاوة حديثه وفصاحة لسانة انه كسب للكنيسة عدد كبير من الوثنيين للمسيحية ..

فلما انتقل الأنبا ديميتريوس الي بيعة الأبكار أجمع كلا من الأكليروس والشعب في اتفاق روحي علي أنتخاب ياروكلاس خليفة له في 224 م.ش ( 232 م ) .

و رأي الأنبا ياروكلاس انه يجب علية حماية شعبه ورعايته ولقد كان الشعب قاسي الاضطهاد واستبد به الطغاه ، فقام برحلة رعوية طاف خلالها القطر المصري فكانت زيارته نعمة عظيمة ملآت قلوب المؤمنين عزاء وفرحة وطمانينة وكان لعطمة التقدير الشعبي له سببا في أن يزعم سعيد بن بطريق المعروف بافتيخوس والذي عاش في القرن العاشر الميلادي بأن الأنبا ياروكلاس هو أول من نال لقب بابا ، ولكن الواقع أن لقب " بابا " اطلق علي خلفاء مار مرقس ابتداء من انيانوس وذلك يتضح من المخطوطات القبطية وشهد بذلك المقريزي في كتابه "القول الابريزي" ** .

ولما عاد البابا ياروكلاس من رحلته ارسل خطابا الي أوريجانوس في قيسارية فلسطين يرفع عنه الحرم الذي وقعه عليه الأنبا ديميتريوس ورجا منه أن يعود الي الأسكندرية ليعاود فيها جهاده الفكري ، وكان السبب في هذه الدعوة ان الأنبا ياروكلاس كان يريد توسيع نطاق دائرة البحث العلمي وتوطيد الأيمان علي اسس ثابته ، غير أن أوريجانوس بعث يقول لباباه أن مدرسة الاسكندرية قد ذاع صيتها و استتب أمرها ، بينما المدرسة اللاهوتية التي افتتحتها في قيساريه فلسطين لازالت في المهد وتحتاج للرعاية فهو يفضل البقاء لرعاية المدرسة ، فاقتنع برده وعين لرئاسة المدرسة ديونسيوس الذي صار فيما بعد خليفة له ووكل له أمر القضاء فيما يعرض عليه من مشاكل المسيحيين .
وكان الامبراطور مكسيميوس قد أكتشف مؤامرة تستهدف قتله فأوهمه المقربون اليه من الوثنيين أن المسيحيين هم المحرضون للمتآمرين علي حياته فصدق كلامهم و أثاره ذلك ضد المسيحيين واشتعلت نيران الأضطهاد ضد المسيحيين وكان للكهنه النصيب الأكبر من الأضطهاد فلما رأي المؤمنين ذلك خافوا علي باباهم وطلبو منه ان يختبئ حتي تهدأ نار الأضطهاد فوافقهم علي رأيهم بعد الحاح شديد وترك الاسكندرية .

ورغم كونه قصير الأمد استطاع القديس ياروكلاس بسيرته الفاضلة لا أن يجتذب الكثير من الوثنيين في مصر وحدها إلى الإيمان المسيحي وإنما أيضًا اجتذاب عددا من الأجانب من بينهم يوليوس أفريقيانوس وهو رحالة ومؤرخ ليبي المولد كتب تاريخ العالم منذ الخليقة حتى عام 221 م واستخدم في كتابه التقويم المعروف بالاسكندري ، وآمن يوليوس افريقانوس علي يد الأنبا ياروكلاس.

واجتذب أيضا الأنبا ياروكلاس العديد من الجاحدين وأرجعهم الي التوبة دون أن يعيد صبغتهم لانه كان يشارك اسلافه وغيرهم من الأساقفه الشرقيين الرأي في أن الصبغة ( المعمودية ) واحده لا تعاد ولكن مع ترحيبه بقبول التائبين حتم عليهم اعلان توبتهم جهارا طالبين العفو وبهذا أثبت حرصه علي الايمان والعطف علي الذين غلبهم ضعف بشريتهم .

بعد أن اطمأن قلب البابا على شعبه ورعيته، وبعد التعب والجهاد العظيم الذي بذله من أجل محبته للسيد المسيح، انتقل البابا ياروكلاس إلى مساكن الأبرار بعد أن جاهد الجهاد الحسن وأكمل السعي، مدة ستة عشر سنة وشهرًا واحدًا وكانت نياحته 8 كيهك سنة 247م .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** شهد المقريزي في كتابه القول الابريزي بأن لقب بابا اطلق علي خلفاء مار مرقس ابتداء من أنيانوس حيث قال : " كان بطرك الاسكندرية يقال له "بابا" من عهد أنيانوس ... ، وكانو يحتفظون بلقب " بابا " لبطرك الاسكندرية ومعناه " أبو الأباء " .
واستعمل اللقب بعد ذلك لأسقف رومية .
مراجع/
" قصة الكنيسة القبطية ج1" ايريس حبيب المصري
" تاريخ الكنيسة القبطية" القس منسي يوحنا

0 comments:

إرسال تعليق

 

تابعنا علي الفيس بوك

الأرشيف

About

أضفنا للمفضلة | إجعلنا صفحة البداية | حدث الصفحة | إغلاق الصفحة | إطبع الصفحة
جميع الحقوق محفوظة 2015 التاريخ القبطي - سياسة الخصوصية