السبت، 15 أغسطس 2009

البابا ديمتريوس الأول " الكرام" البابا الثاني عشر


البابا ديمتريوس الأول البابا الثاني عشر

تاريخ التقدمه : 18 برمهات 191 م
مدة الرئاسه : 32 عام و 7 أشهر
الملوك المعاصرون له : ساويرس ، كاركلا، ماكرينوس، هيلوجيالوس، ساويرس اسكندر

يسبقه البابا يوليانوس - يليه البابا ياروكلاس
------------------------------------------------------------

كانت ظروف إنتخاب البابا ديمتريوس الأول عجيبه للغاية وهي أن الأنبا يوليانوس البابا ال 11 رأي في رؤيا ملاكا يقول له : " أن الذي سيأتيك غدا بعنقود عنب سيخلفك ." ، وفي اليوم التالي دخل ديمتريوس الكرام يحمل عنقود عنب من باكورة كرمته ليقدمه الي باباه المريض .

وعندما رآه الأنبا يوليانوس قال للمحيطين به " هذا باباكم من بعدي " وقص عليهم ما رآه ، وبعد انتقال الأنبا يوليانوس قرر الاكليروس والشعب أن يعملوا بوصيه باباهم الراحل ، وهكذا اصبح الكرام الخليفه الثاني عشر للقديس مرقس ...

نشأ ديمتريوس بين الحقول مهتما بالكروم التي كانت لوالده ثم آلت له ، وعندما قرر والديه ان يزوجوه خضع لإرادتهما ولكن في الظاهر عملا بوصية الكتاب المقدس بوجوب إكرام الأباء والأمهات ، وتعاهد مع زوجته علي ان يحفظ كل منهما بتوليته فوافقته علي ذلك ...

ولما تمت رسامته إحتج بعض الشعب علي كونه متزوج ، بالرغم أن الرهبنه كانت لم تقم بعد ولم يكن الأنبا أنطونيوس ولد ولكن كان يري البعض وجوب حصر الكرسي المرقسي علي المتبتلين ، ولم يشأ الانبا ديمتريوس ان يقول لهم عهده مع زوجته فظل علي كتمانه للسر ...

وفي ليلة ظهر له ملاك الرب و أعلمه بوجوب إعلان الحقيقه لشعب ، وفي اليوم التالي وكان يوم " أحد " طلب الأنبا ديمتريوس من الشعب ان يبقي في أماكنه بعد الصلاه ..

فأمسك بالمجمرة المتقده ووضعها عند كمه وامسك يد زوجته والمجمره بينهما وطافا اكنيسه امام كل الحاضرين ولم تمسهم النار بأذي وتعجب الشعب ثم أعلمهم بالعهد الذي بينه وبين زوجته ...

و لكون الانبا ديمتريوس كان كراما فهو كان رجلا بسيطا لم يتلقي من العلم الا القليل الذي يمكنه من القراءه والكتابه ، ولما وجد نفسه خليفه للقديس مرقس قرر ان يحصل اكبر قدر من العلوم الدينيه والمدنيه ، ومن شدة تواضعه كان يجلس عند قدمي مرتل الكنيسه الذي يتلقي العلم عنده ، ولم يكتفي بما تعلمه من مرتل الكنيسه بل تلقي العلم علي يد اساتذه مدرسة الاسكندرية ولرغبته الشديده في تحصيل العلم استطاع تحصيل كم كبير من العلم ...

ولقد تمكن بما حصله من علوم أن يضع الحساب المعروف بالحساب الابقطي وهو الحساب الخاص بتحديد عيد القيامة ، ولما انتهي من وضع هذا الحساب عرضه علي المجمع الأسكندري فأقره ، وبعد نحو قرن من الزمان عرضه آباء الكنيسه المصرية علي مجمع نيقية " المجمع المسكوني الأول " فأقره هذا المجمع أيضا وسارت الكنيسة الجامعه تعمل بهذا الحساب حتي عام 1582 م ...

حتي أعلن غريغوريوس الثالث عشر أسقف روميه انه لا داعي مراعاة فصح اليهود " مع ان الصلب جاء عقب فصح اليهود كما جاء في الأناجيل الأربعه "وقال انه يكفي مراعاة الأعتدال الربيعي ، وبعدها أصبحت الكنيسة الرومانيه تعيد عيد القيامة في الأحد الأول بعد اكتمال البدر التالي علي الأعتدال الربيعي ، مما يجعلهم يعيدون به احيانا أواخر مارس لكونهم لا يراعون غير الأعتدال الطبيعي الذي يقع في 21 مارس ..

وفي القرن السادس عشر وفي نفس القرن الذي أعلن فيه الأسقف الروماني عدم اتباع التقويم الأبقطي ، و حين إنشق البروتستانت لم يعجبهم النظام الجديد بل ظلو يستخدمون الحساب الأبقطي حتي عام 1775 م ..

بعد مرور فترة من الهدوء والسلام إنقلب الأمبراطور الروماني سبتيموس ساويرس ضد مسيحي مصر ، و أعلن هذا الأمبراطور أضطهاده للمسيحيين سنة 194 م وفي هذا الأضطهاد سقط عدد غير قليل من المؤمنين من بينهم " ليونيداس " أبو أوريجانوس ، وإقتحم والي الأسكندريه هو وجنده كنيسة القديس مرقس وسلب كل ما فيها ، وقبض علي الأنبا ديمتريوس ونفاه الي " أوسيم " ..
وبعد موت الأمبراطور سبتيموس ساويرس عاد الانبا ديمتريوس الي الاسكندرية ووجد أن اكليمنضس مدير المدرسة الاسكندرية قد اضطر للهرب من وجه الطغيان الي كبادوكيه وهناك انتقل من عالمنا الفاني ..
أخذ البابا ديمتريوس يفكر في من سيختاره مديرا لمدرسة الاسكندرية ، وكان قد ذاع صيت أوريجانوس خلال فترة الأضطهاد فكان يزور المسجونين وبعث بخطاب لوالده في السجن يحثه علي تحمل العذاب والموت ببساله ، ولما سمع الانبا ديمتريوس عنه وعنا فعله خلال فتره الاضطهاد اختاره ليكون مديرا لمدرسة الاسكندرية وهو لم يتجاوز سن الثمانة عشر و أدي واجبه علي اكمل وجه ...

و بعد فتره من الهدوء وصل لمسامع البابا ديمتريوس عن ظهور بدعه في بلاد العرب وملخص البدعه ان النفس تموت بعد موت الجسد وكانت العلاقه بين هذه البلاد ومصر علاقه قويه جدا وكان المسيحيين في هذه البلد خاضعين للكرسي المرقسي فقرر بان يرسل أوريجانوس كمندوب الي هناك ليصحح افكارهم ن فذهب أوريجانوس الي هناك نجح في إقناع اهل البلاد بفساد هذه البدعه ..

وحوالي سنه 216 م أذن الانبا ديمتريوس لأوريجانوس بالذهاب الي اخائية " في آسيا الصغري " ليعلم اهلها فذهب وامضي المهمه بنجاح و أثناء رحلة العوده مر بفلسطين ووضع اليده عليه ألكسندروس أسقف اورشليم و تيئوستيت اسقف قيسارية الكبادوك ورسماه اسقف، فأغضب هذا العمل الانبا ديمتريوس فجمع مجمع وأصدر حرمه علي اوريجانوس لسببين أولهما أن أوريجانوس اقترف ذنبا يمنعه من الحصول علي الكرامة الكهنوتيه وهو انه خصي نفسه والسبب الثاني ان رسامة الاساقفه المصريين من حق البابا الاسكندري وحده ..
و بلغ الانبا ديمتريوس 105 عام ، وظل لآخر ايامه يعلم شعبه ، وبعد ان أمضي 32 عاما و 7 اشهر جاهد خلالها الجهاد الحسن انتقل من عالمنا الفاني والسلام منتشر في مصر .

مراجع \ قصة الكنيسة القبطية " إيريس حبيب المصري"

1 comments:

Unknown يقول... at 24 ديسمبر 2014 في 12:03 ص

بركة شفاعتة تكون مع الكل

إرسال تعليق

 

تابعنا علي الفيس بوك

الأرشيف

About

أضفنا للمفضلة | إجعلنا صفحة البداية | حدث الصفحة | إغلاق الصفحة | إطبع الصفحة
جميع الحقوق محفوظة 2015 التاريخ القبطي - سياسة الخصوصية