مدينة الاسكندرية التي بدأ منها مار مرقس الرسول كرازته في مصر كانت تعد المدينة الاولي في العلم والادب والفن والفلسفة ، فكانت ملتقي فلاسفة اليونان وكهنة مصر وحكماء الهنود والفرس ومعلمو الناموس وكانت مقصدا للطلاب وللعلماء ، وكان من اهم معالمها " مكتبة الاسكندرية " الشهيرة والتي لعبت دورا مهما في نشر العلم علي مستوي العالم .
لذلك اهتم مار مرقس بالتعليم في بداية تأسيس الكنيسة فأسس مدرسة الاسكندرية اللاهوتية ، لتثبيت المؤمنين وتعريفهم بالمسيحية ولمقاومة التيارات والأفكار الوثنية، ولقد جذبت المدرسة بعض الفلاسفة الوثنيين الي الايمان، واصبحت اكبر مركز دراسي لاهوتي مسيحي في العالم .
ولقد قدمت مدرسة الاسكندرية خدمات جليلة واستطاعت اخراج علماء وفلاسفة خدموا المسيحية باخلاص وواجهو البدع والهرطقات .
ولم يقف الأمر عند ذلك بل اهتم خلفاء مار مرقس بالتعليم أيضا فنجد ان المدارس كانت مُلحقة بالكنائس وشهد بذلك المؤرخ يوسابيوس في القرن الرابع وقال " انها كانت من عادات المسيحيين ان ينشئوا المدرسة في كل مكان ينزلون فيه " والحالة الثقافية التي كانت في الاسكندرية شجعت علي ذلك ، وغلب نظام السؤال والجواب علي التعليم بالمدارس ، واستمر نظام التعليم في التطور والتكيف حسب الحالة الاجتماعية والسياسية فنجده تارة مزدهرا بشدة وتارة نجده ضعيفا يحتاج لاعادة احياء .
كما شاركت الاديرة في التعليم فكان لكل دير نوعان من المدارس مدارس داخل الدير لتعليم الرهبان ارشادهم ومدارس خارج الدير لتعليم الشعب .
Mina Kamel
0 comments:
إرسال تعليق