المهندس سعيد بن كاتب الفرغانى
المهندس القبطي الذي بني التحفة المعمارية جامع أحمد بن طولون
سعيد بن كاتب الفرغانى مهندس قبطي نابغة ظهر اسمه في عهد الطولونيين أول ما نسمعه عنه أنه تولى عمارة مقياس النيل في جزيرة الروضة سنة 864 م والذي أمر بعمارته الخليفة العباسي المتوكل.
تولي احمد ابن طولون حكم مصر والذي استمر في حكم مصر 16 سنه وتوفي سنه 884 ولم يكمل الخمسين من عمرة .. ويذكر المؤرخون المسلمون انه كان تقي وعادل واجمعوا انه كان سريعا في استخدام السيف وقيل انه قتل 18000 سواء بالسيف او في السجن .
ولقد عهد أحمد بن طولون الي سعيد بن كاتب الفرغانى بناء أهم منشآته، فبنى له أولاً قناطر بن طولون وبئر عند بركة حبش لتوصيل الماء إلى مدينة القطائع بين عامي 872 و 873 م.
وحدث لما ذهب ابن طولون لمعاينة العمل بعد انتهائه أن غاصت رِجل فَرَسِه في موضع كان لا يزال رطبًا، فكبا الفرس بابن طولون، ولسوء ظنه قدَّر أن ذلك لمكروه أراده به النصراني، فأمر بشق ثيابه وجلده خمسمائة سوطًا وألقاه في السجن.
فيشهد المقريزى عنه بالآتى: "و الذى تولى لأحمد بن طولون بناء هذه العين رجل نصرانى حسن الهندسة، حاذق بها، و إنه دخل إلى أحمد بن طولون في عشية من العشايا فقال له إذا فرغت من مما تحتاج إليه فأعملنى لنركب إليها فنراها. فقال يركب الأمير إليها في غد فقد فرغت - فتقدم النصرانى فرأى موضعاً يحتاج إلى قصرية جير و أربع طوبات، فبادر إلى عمل ذلك. و أقبل أحمد بن طولون يتأمل العين فاستحسن جميع ما شاهده فيها. ثم أقبل إلى الموضع الذى فيه قصرية الجير، فوقف بالقصد عليها، فلرطوبة الجير غاصت يد الفرس فيها فكبا بأحمد. و لسوء ظنه قدر أن ذلك لمكروه أراده به النصرانى. فأمر بشق عنه ما عليه من ثياب و ضربه خمسمائة سوط و أمر به إلى المطبق (السجن)، و كان المسكين يتوقع الجائزة بدل ذلك دنانير، فاتفق له السوء".
وبعد فترة من الزمن فكر ابن طولون في بناء جامع يكون أعظم ما بُنِي من المساجد في مصر ويكون فريد من نوعه، واشار عليه مستشاروه ان يقيمة على ثلاثمائة عامود من الرخام، وقالوا له له أنه لن يجد مثل ذلك العدد إلا إذا قام بهدم عدد كافي من الكنائس ليستطيع الحصول علي هذه الاعمده .
وبلغ الأمر للفرغاني وهو في السجن، فكتب لابن طولون يقول له أنه يستطيع أن يبنيه بلا أعمدة إلا عمودي القبلة، وان يبدل باقي الاعمدة بدعائم من الآجر لأن هذه المادة مقاومة للحريق وصوّره له على الجلود فأعجبه واستحسنه وأطلق سراحه ووضع مئه الف دينار تحت تصرفه للنفقة وتزاد عند الحاجة حتى، وبعد الانتهاء احتفل ابن طولون بافتتاحه ووزع الصدقات ومنح سعيد بن كاتب الفرغاني بجائزة عشرة آلاف دينار.
ويشهد جامع ابن طولون بعبقرية هذا المهندس القبطي، إذ ترى العقود المدببة في الجامع قبل أن يُعرَف استخدامها في إنجلترا بقرنين على الأقل.
وبعد فترة من الزمن عرض ابن طولون عليه اعتناق الإسلام فأبى وتمسك بإيمانه المسيحي، فقُطِعت رأسه ومات شهيدًا.
تابعنا علي الفيس بوك : https://www.facebook.com/coptic.history
0 comments:
إرسال تعليق