الخميس، 5 مارس 2009

التاريخ


مارمرقس تمهيد / التاريخ .

التاريخ ليس مجرد علم من العلوم التي عرفها الإنسان وليس مجرد أدب قصصي فمن يظن أن التاريخ مجرد سرد لأسماء الملوك وأعمالهم فهو علي خطأ .
التاريخ هو الحياة ، هو أساس كل أمة فمن التاريخ يستمد الناس أفكارهم و يتفادوا أخطاء أسلافهم ليمدوا جسرا قويا من الأفكار و المبادئ للوصول إلي مستقبل أفضل .
وتاريخ الأقباط تاريخ يحفل بالكفاح والجهاد في سبيل الاستقلال الفكري ، وتاريخ الأقباط ليس مجرد كفاح فقط بل هو تاريخ عجيب تجد فيه أن الأقباط كأجدادهم شعب جمع بين المتناقضات فتارة تجده شعب حليم وديع متواضع وتارة تجده غضوب وثائر ومتكبر .
ومن خلال التاريخ القبطي تري دور الكنيسة القبطية , الدور الذي لا يمكن إغفاله عند ذكر الكنيسة الجامعة ، فنري عند قيام النزاع بين الإيمان القويم البدعة الاريوسية ، اجتمع 318 أسقفا في نيقية ( مؤلفين المجمع المسكوني الأول سنة 325 م غ ) وعندما أراد هؤلاء الإباء وضع دستور يظهر العقيدة المسيحية في صياغة واضحة لتكون دستورا للمسحيين علي مر العصور إنخبوا ثلاثة لوضع هذه الصيغة وهم :
1- الأنبا ألكسندروس ( البابا السكندري الـ 19 ) .
2- شماسه أثناسيوس ( الذي أصبح فيما بعد اثناسيوس الرسولي ) .
3- ليونتيوس ( أسقف قيسارية الكبادوك ) .
ومن هنا نجد إن الذين وضعوا قانون الأيمان ثلاثة منهم اثنان مصريان وهذا يدل علي مدي ثقة أباء الكنيسة الجامعة في الكنيسة القبطية .
ودور الكنيسة القبطية لم يقتصر علي الدور العقيدي فقط وإنما شمل أيضا الممارسة العملية فنجد مصر أخرجت للعالم نظام لم يكن يعرفه نظام نشأ في صحاريها وهو نظام الرهبنة ، و في القرون الولي كانت الصحراء المصرية مقصدا لمن رغب تعلم أسس الرهبنة ، وبعدها امتدت الرهبنة إلي آسيا وأوربا وأصبح للأنبا أنطونيوس أبو الرهبان و الأنبا باخوم أبو الشركة أثر بعيد في نظام الرهبنة في البلاد الاخري .
فستظل الكنيسة القبطية التي أسسها مار مرقس الرسول قلعة الأيمان المسيحي التي تكون دوما من أول المدافعين عن الإيمان القويم ...

0 comments:

إرسال تعليق

 

تابعنا علي الفيس بوك

الأرشيف

About

أضفنا للمفضلة | إجعلنا صفحة البداية | حدث الصفحة | إغلاق الصفحة | إطبع الصفحة
جميع الحقوق محفوظة 2015 التاريخ القبطي - سياسة الخصوصية